ما لا تعرفه عن اللوحات الأكثر غموضاً في العالم

بعضها يحمل "أسراراً مخفية" وأخرى وصفوها بالنحس واللعنة

آية ياسر
تعد الفنون مرآة الشعوب والحضارات، كما أنها تعبّر في كثير ما الأحيان عن ما يدور في نفس الفنان من صراعات وأحلام وآلام وتعطي مدلولات عن عصره ومجتمعه الذي يحيا فيه.

جرت العادة أن تتسم اللوحات الفنية بالجمال وأن تثير البهجة في نفوس من يرونها، لكن هناك عدد منها كسرت القاعدة وتحولت إلى لغز غامض يثير مشاعر سلبية تتراوح بين الكآبة والحزن والخوف، كما أن بعضها ارتبط بأحداث خارقة للطبيعة أو سلسلة من الوفيات الغامضة والانتحار، ووجهت لتلك اللوحات أصابع الاتهام بالوقوف ورائها بسبب شؤمها ونحسها!.

وأحياناً تكمن عبقرية الفنان في الأسرار الغامضة المخفية في لوحاته، والتي تجعل منها لغزاً محيراً على مر العصور، وتجعلها محوراً لاهتمام العلماء والباحثين في محاولة لفك شيفراتها.

ألغاز “دافنشي”

يتربع أيقونة الفن الإيطالي “ليوناردو دافنشي” على عرش أولئك العباقرة الذي لا تخلو أعمالهم من أسرار مثيرة؛ فلطالما شكلت لوحته الأشهر “الموناليزا” لغزاً محيراً بسبب ابتسامتها التي حملت مزيجًا بين الحزن والسعادة والخوف، والجدل المثار حول هوية المرأة في اللوحة، التي زعم البعض أنها أمه فيما يعتقد آخرون أنها السيدة النبيلة الإيطالية “ليزا جيراردينى”.

ويستمر الباحثين عن الكشف عن أسرار مثيرة للاهتمام بشأن اللوحة؛ حيث أعلن الخبراء أن المرأة في “الموناليزا” كانت مصابة بقصور فى الغدة الدرقية وهو ما يفسّر اصفرار بشرتها وتورم العنق والكف.
وأعلن فريق للبحث العلمى من جامعة كاليفورنيا، أن عواطفنا هى التى تؤثر على مشاهدتنا لـ”الموناليزا” ففى أوقات نراها مبتسمة وأخرى نراها حزينة.

كما عثر الخبراء فى متحف “كوندي” فى قصر شانتيلي، على لوحة لمرأة عارية تسمى “مونا واننا”، ترجع لعصر النهضة، ورجحوا أن تكون رسمًا تمهيديًا للوحة العالمية الشهيرة “الموناليزا” للرسام الإيطالى “ليوناردو دا فينشى”.
واكتشف العالم الفرنسى “باسكال كوتى “، صورة خفية تحت لوحة الموناليزا، باستخدام تكنولوجيا الضوء العاكسة، وهي مطابقة إلى حد ما من الجيوكاندا وتظهر ابتسامتها الغامضة.

واكتشف الباحثون في لوحته “العشاء الأخير” أن هناك قدسين يقفون بجوار رسم المسيح من ناحية اليمين، فمنهم القديس توماس والأخر هو ليونادرو ا دافينشي نفسه!.
وكشفت الباحثة بالفاتيكان “سابرينا سفورزا جاليتسيا” أن اللوحة تنطوي على علاماتٍ فلكية خاصة بدائرة الأبراج الاثنى عشر، أنه استعمل الأحرف الأربعة وعشرين للأبجدية اللاتينية لتمثيل عدد ساعات اليوم.

وأشارت إلى أن دافنشي توقع نهاية العالم عن طريق هذه الرموز، وذلك من خلال فيضان عالمي يبدأ في 21 مارس (آذار) من عام 4006، وينتهي 1 نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام، سيقضي على الجنس البشري بأكمله !.
وفي لوحة دافنشي المسماة “عذراء الصخور” عثر خبراء في المتحف الوطني البريطاني بالعاصمة لندن على “رسومات خفية” تصور “الملاك والمسيح”، مستخدمين مادة الزنك لرؤية الرسم المخبأ عبر الأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء الجديدة والتصوير الطيفي.
في السبعينات رسم “بيل ستونهم” لوحته “الأيدي تقاومه”، التي تعبر عنه في طفولته وهو حزين وبجانبه دمية تحاول أن تجذبه للعالم المظلم، وخلفه تظهر أيادي غامضة تطل من غرفة مظلمة وتحاول الإمساك به، وقد حققت نجاحًا باهرًا بعد عرضها بمعرض “فيرنجيتن” في كاليفورنيا.

ولكن انتشرت الأقاويل حول لعنتها الغريبة بعدما توفي صاحب المعرض المعروف باعتنائه باللوحة، ثم توفي نقاد بجريدة “التايمز” أثناء تفقده للوحة لكتابة تقرير عنها، وتلاه أحد الممثلين المغمورين ويُدعى “جون مارلي”، بعد شراءه للوحة والاحتفاظ بها.

واختفت اللوحة حتى ظهرت فجأة مجددًا على موقع eBay للبيع والشراء عام 2000، حيث أعلن عنها شخص لبيعها بمبلغ 199 دولار، بعدما عثر عليها ملقاة خلف أحد مصانع الجعة بكاليفورنيا.

وبعدما أحضر اللوحة إلى منزله زعمت ابنته الصغيرة ذات الأربعة أعوام، أنها تشاهد في الليل الولد يهرب إلى الخارج من اللوحة، ثم تخرج خلفه الفتاة وتمسك به وتعيده مجددًا، وإثر اصرارها وضع كاميرا لتصوير اللوحة ليلًا، وقد أًصيب بالذعر والصدمة حين تأكد من صدق ابنته، وطالب من يشتري اللوحة بتوخي الحذر لأنها ملعونة.

“إدوارد مونك” ووالدته الميتة

رسم الفنان النرويجي إدوارد مونك سنة ١٨٩٩م لوحة تخلد ذكرى وفاة والدته بمرض السل وهو صغير أمام عينيه ، واللوحة مليئة بالحزن والكآبة بمجرد النظر إليها لايشعرك بالراحة مطلقًا .

فهناك امرأة ممدة على السرير ماتت للتو وحولها عدد من الرجال والنساء يخيم عليهم الحزن ، وفي وسط اللوحة فتاة صفيرة السن ربما كانت شقيقة مونك ، وهي مذهولة وتصم أذنيها لكي لا تسمع صوت النحيب بالغرفة .

وخلال عشر سنوات من عرض اللوحة كان كل من يشاهدها يشعر بالكآبة أو الخوف والذعر، والبعض زعم أن الطفلة تتحرك وتطاردهم بعينيها، والأغرب زعم بعضهم أنها في آخر الليل تخرج من اللوحة للهرب من الغرفة الكئيبة.
وتعد لوحة “الصرخة” للفنان نفسه أشهر وأغلى أعماله، لكن النظر إليها يثير شعوراً بالحزن والبؤس والنحس، ويرجع البعض ذلك لحالة “مونك” النفسية المتدهورة وهلوساته في آخر أيامه.

مخلوقات فضائية وإشارات ماسونية

ومن الألغاز المحيرة أيضاً لوحة الفنان “دومينيكو غيرلانداو” المسماة بـ”مريم العذراء مع القديس جيوفانينو” التي يظهر فيها رجلاً في الخلف يحمي عينيه من ضوء يشعّ من جسماً طائراً يشبه مركبة فضائية أو الأطباق الطائرة في إشارة إلى المخلوقات الغريبة الآتية من الفضاء الخارجيّ.

وتظهر في لوحة “موزارت الصغير” رسالة خفية تشير لانتمائه للماسونية، حيث يظهر “موزار” وهو يمسك بإشارة ماسونية، بينما إحدى يديه مخفية في إشارة الى إخلاصه للماسونية.

لوحة مسكونة لرجل مقطوع الرأس
تلقت الفنانة “لورا بي” في عام 1990، عبر البريد الإلكتروني، صورة فوتوغرافية غامضة لعربة خشبية قديمة ويقف بجانبها رجل مقطوع الرأس وحوله ضباب كثيف، فقررت تحويلها إلى لوحة ووضعتها بمكان عملها، لكن زملائها زاعموا حدوث مواقف غريبة بسببها وسماع بعض الأصوات الغامضة، وأنهم مهما حاولوا تثبيتها بالمسامير كانت تتحرك من مكانها.

فقامت بنقل اللوحة إلى منزلها، ولكن بدأت أسرتها في الشكوى أيضًا، وأبلغوها أنها تصيبهم بالذعر والاكتئاب، وفي أحد الأيام روى لها والدها أنه رأى رجل مقطوع الرأس يشبه في هيئته الرجل الموجود باللوحة يقف بشرفة المنزل.

وذات يوم أتت إحدى صديقاتها إلى منزلها وسخرت من اللوحة، ولكن بعد رجوعها إلى منزلها سقطت فوق رأسها ساعة كبيرة وماتت على الفور.

وباعت لورا اللوحة للتخلص منها، لصالح إحدى الفنادق بولاية “تكساس” الأمريكية، ولكن بعد مرور أيام اشتكى نزلاء الفندق من سماع بعض الأصوات الغريبة أيضَا بالمكان، وفي النهاية اختفت اللوحة بشكل نهائي ولا أحد يعلم مصيرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.